ضغوط الحياة وتراكماتها من الشارع إلى الانفجار النفسي - قصاصة رقم (36) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

يستعرض الباحث كيف يمكن أن تؤدي هذه الضغوط المستمرة، خاصة على من هم أكثر هشاشة نفسياً، إلى الانفجار الداخلي أو الهروب من المجتمع

ضغوط الحياة وتراكماتها من الشارع إلى الانفجار النفسي

كيف تشكل ضغوط الأسرة والمجتمع والمدرسة طريقاً إلى الانتحار؟

الغاية من هذه الدراسة هي : شرح أسباب وملابسات الانتحار وكيفية تلافي مقومات الانتحار وكره وازدراء هذه العلة الغبية المضرة بالمنتحر وبأهله ووطنه وبالإنسانية

نتابع في أشكال الضغط التي يمكن أن تمارس على الأشخاص بدءا من طفولتهم المبكرة ومرورا بالطفولة المتأخرة ثم مرحلة المراهقة وبعدها مرحلة الشباب ؟ إن تجمع الضغوط بجميع أشكالها في الأسرة كما تحدثنا من قبل – وضغوط الحي بعد ذلك بالنسبة لبعض الأطفال أو المراهقين – أو في المدرسة كذلك– وبعد ذلك في مكان العمل بكل أشكاله الزراعية والصناعية والتجارية والخدماتية – ولا يستثنى منها الضغوط السياسية التي تمارس على بعض الأشخاص كونهم يسيرون في طريق يعارض سياسة الدولة ؟

وتشكل طريقة تربية الأسرة لأبنائها عاملا يهيء ويفسح المجال للعدوانيين من أبناء الحي لممارسة أشكال من الضغط على الطفل عندما تترك تربية الطفل للشارع الواسع الذي يضم بين حناياه أطفالاً منحرفين وآخرين عدوانيين يرهبون ولدهم الذي فرضت عليه الأسرة أن يغادر البيت إلى الشارع

تأمينا لراحة الأم من الإزعاج , أو إبقاء مفروشات البيت وفنائه سالماً نظيفاً مرتباً – وكي تتفرغ الأم للحديث مع رفيقاتها وجيرانها بالهاتف الثابت أو الجوال أو استقبالهن أو زيارتها لهن – وأحيانا يكون عمل الأم هو السبب في اضطرار الأم إلى ترك الأولاد في الشارع ظناً منها أن الشارع يبقى أكثر أمانا من البيت الذي فيه أخطار ( الكهرباء – والغاز – والماء – والحريق – والتخريب – والتكسير – والعبث بموجودات البيت ومؤونته – وأجهزته - )

ونتائج تربية الشارع تكون متنوعة وليست واحدة في تأثيرها – بما يتناسب مع تكوين الطفل العقلي والعصبي والانفعالي وجسمه وعضلاته – وعندما يكون الطفل في الناتج منهزما أمام من يحيطون به – وعندما يمارسون عليه كثيرا من الضغوط وعندما تتراكم هذه الضغوط يوما بعد آخر – تصبح قاعدة لمراحل قادمة – قد تكون في المدرسة من قبل بعض المعلمين أو الإدارة أحيانا عندما تكون معالجاتهم لمشاكل الطفل أو المراهق بعيدة عن الوسائل التربوية والإنسانية - ونابعة من ردود أفعال متعلقة بروابط اجتماعية أو قبلية أو جهوية أو حزبية أو علاقات شخصية بين الطفل أو بعض ذويه وبين المعلم أو الإدارة –

وعندما يلاقي الطفل ضغوطا تزعجه وتقض مضجعه ويكون من النوع المسالم يكون أمامه أمران : إما الرضوخ وتجميع الضغط في نفسه لينفجر بعد سنوات وبعد تراكم ما ماثله من ضغوط متوجها لخارج ذاته أو إلى ذاته فينهيها إلى الراحة الأبدية – أو أن يهرب من المدرسة وهذا ما يقوم كثير من التلاميذ أو الطلاب بعد ذلك – وهناك حيث يتلقفه رفاق مدخنون أو لصوص أو منحرفون أو متعاطون أو مقامرون كي يضموا زميلهم إلى ورشات البيع أو غسيل السيارات أو حتى مد اليد لطلب الصدقة ( وقد اطلعني أحد مدراء المدارس أن مجموعة من التلاميذ قامت بالاستجداء بعد هروبهم من المدرسة خلال الدوام -ووجدت أن العملية مربحة واكتشفتهم الإدارة متأخرة ) ؟ 

وإلى اللقاء في قصاصة قادمة بإذن الله – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن



 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *