الدلال والقسوة: بين الترفيه والعواقب - قصاصة رقم (14) من مشروع كتاب "الدلال والقسوة بين الأسباب والنتائج" للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

يعرض حسن كيف يمكن للتعامل الخاطئ مع عادات نوم الطفل أن يحوّله إلى أداة لإشباع احتياجات الأهل، سواء بإبقائه مستيقظاً أو نائماً لأطول فترة ممكنة،

الدلال والقسوة: بين الترفيه والعواقب

كيف يؤثر الدلال المفرط والقسوة في تربية الطفل على سلوكه ونموه النفسي؟

بعد أن أشبعنا جانب الطعام كحاجة طفلية - وركزنا على جانب البكاء كوسيلة ناجحة عند كثير من الأطفال للوصول إلى رغباتهم - وعدم تمييز الأهل بين الجوع الحقيقي وتمثيل الطفل للجوع عن طريق البكاء - وفي حال تثبيت هذه الطريقة في التعامل بين الطفل وأهله - يصبح من المستحيل بعد ذلك تغيير هذا النمط من التعامل مع الطفل بعدما يكبر ويصبح من الصعب تبديل هذه الطباع التي ترسخت فيه ؟

ولننتقل إلى حاجة أخرى من حاجات الطفل الغريزية وهي النوم ورغم كونها بسيطة جداً - تنظمها الفطرة والساعة البيولوجية عند الطفل وعند الكبار - إلا أن عاطفة بعض الأهل غير المعقلنة في كثير من الأحيان تجعلهم يرغبون أن يتسلوا في مشاهدة طفلهم معهم يشاركهم مشاهدة التلفاز أو الانتقال من حضن الأم لحضن الأب أو لحضن غيرهم من الكبار من الأهل المتواجدين في سهراتهم - بينما نجد أهلاً آخرين يرغبون في نوم طفلهم أطول وقت ممكن في النهار حتى تتفرغ الام لأعمالها الكثيرة من تنظيف واعداد للطعام والغسيل ومشاهدة للتلفاز وانهاء اتصالاتها الهاتفية التي تأخذ أيضا وقتاً ليس بالقليل - ويأتي الوالد المتعب الذي يرغب بأن تكون ساعات المساء القليلة فرصة لراحته مما يدفع الوالدين للسؤال والبحث عما يجعل طفلهم ينام أكبر وقت ممكن - فهذه جارة أو قريبة تصف لأم الطفل الخشخاش - وتلك تصف لها بلسم القنواتي ( منوم فعال للطفل )

كان يستعمل في سوريا بكثرة - وغيرها تصف لها بعض انواع شراب السعال الذي يمكن لملعقة منه أن تنوم الطفل لساعات ! وهكذا يكون الطفل لعبة بيد أهلٍ لا يدرون أين تكون مصلحة طفلهم ؟ فهذه اسرة تريده واعياً مستيقظاً أطول فترة ممكنة - وتلك أسرة تريده نائماً أطول فترة ممكنة - وبين هذين النموذجين نجد نماذج عددها بعدد الأسر ؟ وغالبية الأهل يكونون مخطئين في تعاملهم مع نوم الطفل لأنهم يتصرفون وفق رغباتهم وما تهواه أنفسهم وليس وفق حاجات موضوعية للطفل لها كَمٌ محددٌ من ساعات النوم تبدأ طويلة بُعَيْدَ الولادة وتبدأ بالتناقص التدريجي لتصل في كل مرحلة عمرية إلى حد مُعَيّنٍ يكفي الطفل لمتابعة نمو سليم !

وإلى قصاصة قادمة استودعكم الله - دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس - فريد حسن


 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *