النوم بين الدلال والقسوة: حاجات الطفل ومتطلبات الراحة - قصاصة رقم (15) من مشروع كتاب "الدلال والقسوة بين الأسباب والنتائج" للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

من خلال نصائح عملية حول الروتين الليلي وتحديد مكان نوم الطفل، تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق توازن يساعد الطفل على النمو في بيئة مفعمة بالسكينة والأمان.

النوم بين الدلال والقسوة: حاجات الطفل ومتطلبات الراحة

كيف تؤثر أنماط النوم على سلوك الطفل وتطوره النفسي؟

تحدثنا فيما مضى عن نوم الطفل كحاجة غريزية يجب تأمينها وتأمين محيط يؤمن التهوية الكافية والدفء الكافي والفراش الوثير والغطاء المناسب - والنوم وقتاً كافياً - لا ناقصاً ولا زائداً !

ويبكي بعض الأطفال بسبب اقتراب وقت النوم لأن أهلهم انشغلوا عنهم فلم يأخذوهم إلى الفراش أو يرسلوهم إليه إن كانوا أكبر عمراً ؟ وهكذا يكون على الأهل عدم استخدام النوم وسيلة للتخلص من شغب طفلهم أو عبثه - ولا منعه من النوم لأنهم لم يروه كفاية في النهار بسبب انشغالهم في عمل أو أكثر من أجل تأمين لقمة العيش لنفسهم ولأولادهم ؟

بل أن يؤمّنوا للطفل وقتاً يناسب عمره من النوم بعيداً عن تدليله أو القسوة عليه ؟ وحبذا أن يسبق النوم جرعة حنان من الأم إن كان في حمله لدقائق بمرافقة قصة جميلة خالية من الإخافة ترويها الأم لطفلها - أو أغنية طفلية تهدهد له بها ليحلق في عالم الاحلام والخيال ثم ينتقل إلى نوم مفعم بالسكينة والأمان - هذا في فترة الطفولة المبكرة ؟

ويختلف مكان نوم الطفل حسب سنه فهو قبل الفطام حتما يجب أن يكون في سرير بجانب سرير الوالدين من طرف الأم لترضعه أكثر من رضعة في الليل - ولتُبدلْ له البامبرز مرة على الأقل إلا إذا كانت تسقيه بعض السوائل مثل الشاي وشراب البرتقال أو تطعمه الفواكه بعد بزوغ الاسنان فعندها قد تُبدلْ له مرتين !

وليس وارداً أن ينام الطفل في غرفة خاصة بعيداً عن الأم في الاشهر الأولى أو حتى في سنته الأولى كي لا تكون هناك وقائع لا يحمد عقباها - كسقوطه من الفراش - أو شعوره بالرهبة والخوف عند بعض الاطفال ذوي الحساسية من الظلام أو الوحدة ؟ وكلما كانت الأم دقيقة في التعامل مع حاجات الطفل بالدقة المناسبة والكم المناسب , كلما عودت طفلها على العيش بشكل طبيعي بعيداً عن ازعاج الوالدين أو الاضرار بنفسه أو الإضرار بما حوله من متاع , ومن حوله من أشخاص ؟

وإلى قصاصة قادمة أستودعكم الله - دمتم للباحث الفنان فريد حسن


 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *