النوم بين الدلال والقسوة: حاجات الطفل ومتطلبات الراحة |
كيف تؤثر أنماط النوم على سلوك الطفل وتطوره النفسي؟
تحدثنا فيما مضى عن نوم الطفل كحاجة غريزية يجب تأمينها وتأمين محيط يؤمن التهوية الكافية والدفء الكافي والفراش الوثير والغطاء المناسب - والنوم وقتاً كافياً - لا ناقصاً ولا زائداً !
ويبكي بعض الأطفال بسبب اقتراب وقت النوم لأن أهلهم انشغلوا عنهم فلم يأخذوهم إلى الفراش أو يرسلوهم إليه إن كانوا أكبر عمراً ؟ وهكذا يكون على الأهل عدم استخدام النوم وسيلة للتخلص من شغب طفلهم أو عبثه - ولا منعه من النوم لأنهم لم يروه كفاية في النهار بسبب انشغالهم في عمل أو أكثر من أجل تأمين لقمة العيش لنفسهم ولأولادهم ؟
بل أن يؤمّنوا للطفل وقتاً يناسب عمره من النوم بعيداً عن تدليله أو القسوة عليه ؟ وحبذا أن يسبق النوم جرعة حنان من الأم إن كان في حمله لدقائق بمرافقة قصة جميلة خالية من الإخافة ترويها الأم لطفلها - أو أغنية طفلية تهدهد له بها ليحلق في عالم الاحلام والخيال ثم ينتقل إلى نوم مفعم بالسكينة والأمان - هذا في فترة الطفولة المبكرة ؟
ويختلف مكان نوم الطفل حسب سنه فهو قبل الفطام حتما يجب أن يكون في سرير بجانب سرير الوالدين من طرف الأم لترضعه أكثر من رضعة في الليل - ولتُبدلْ له البامبرز مرة على الأقل إلا إذا كانت تسقيه بعض السوائل مثل الشاي وشراب البرتقال أو تطعمه الفواكه بعد بزوغ الاسنان فعندها قد تُبدلْ له مرتين !
وليس وارداً أن ينام الطفل في غرفة خاصة بعيداً عن الأم في الاشهر الأولى أو حتى في سنته الأولى كي لا تكون هناك وقائع لا يحمد عقباها - كسقوطه من الفراش - أو شعوره بالرهبة والخوف عند بعض الاطفال ذوي الحساسية من الظلام أو الوحدة ؟ وكلما كانت الأم دقيقة في التعامل مع حاجات الطفل بالدقة المناسبة والكم المناسب , كلما عودت طفلها على العيش بشكل طبيعي بعيداً عن ازعاج الوالدين أو الاضرار بنفسه أو الإضرار بما حوله من متاع , ومن حوله من أشخاص ؟
وإلى قصاصة قادمة أستودعكم الله - دمتم للباحث الفنان فريد حسن