كيف يساهم الضغط المستمر من الأسرة والمجتمع في دفع الأفراد نحو الانتحار؟ - قصاصة رقم (35) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

يسلط الباحث فريد حسن الضوء على أحد الأسباب الأساسية التي تدفع الأفراد إلى الانتحار: الضغط المستمر من الأسرة والمجتمع.

كيف يساهم الضغط المستمر من الأسرة والمجتمع في دفع الأفراد نحو الانتحار؟

الضغط الأسري والاجتماعي: طريق إلى الانتحار

الغاية من هذه الدراسة هي : شرح أسباب وملابسات الانتحار وكيفية تلافي مقومات الانتحار وكره وازدراء هذه العلة الغبية المضرة بالمنتحر وبأهله ووطنه وبالإنسانية

سبب آخر من الأسباب التي يمكن ان تدفع بصاحبها إلى الانتحار وهو : الضغط المستمر من قبل الأسرة وخاصة الوالد في النظام الأبوي – وفي العمل من قبل رب العمل أو المسئول المباشر عن العمل – أو في المجتمع لأسباب قبلية أو عشائرية أو إثنية أو طائفية أو عرقية أو طائفية – أو الضغوط في مجتمع ما من قبل دول مجاورة قوية أو من قبل دول عظمى ؟

ولنبدأ من الأسرة ذاك المكان الذي يفترض له أن يقدم الأمن والأمان والسعادة لأطفاله – لكن الواقع يكون على غير ذلك في بعض الأحيان من قبل الوالد عندما تكون زوجة الأب بديلا عن الأم المتوفية أو المطلقة – وقد يكون الذي يقوم بالضغط هو زوجة الأب نفسها – ويكون الضغط نفسيا أحيانا كالتفريق في المعاملة بين طفل وأخر – أو كالحرمان من بعض الحقوق في الطعام والشراب واللباس والأدوات المدرسية والمصروف اليومي – أو تشغيل الطفل كي يستفيد الوالد من أجرته ورغم منافاة ذلك للقوانين فإنها تحدث في كثير من الدول المتخلفة ولو كان ذلك بشكل سري أو خفي – أو يجعله يعمل في أعمال لا تحتاج إلى أوراق نظامية كمسح زجاج السيارات , أو مسح الأحذية ’ أو بيع بعض الأطعمة كالعلكة والحلويات ’ ...الخ ؟

والضغط يكون مؤثرا على الطفل عندما يكون في سن صغيره – ويتناقص كلما زاد عمر الطفل – وكلما بدأ هذا الطفل الذي أصبح مراهقا أو شابا في الاستقلال ماديا وذلك من خلال عمله ولو كان العمل جزئياً - والمهم هو تمكنه من الاعتماد على نفسه – لكنه إن لم يفعل ذلك واستمر في الاعتماد على ما يقدمه له والده أو أسرته – عندها يكون كل ضغط من والده أو زوجة والده – يكون هذا الضغط مضاعف التأثير – وكلما رافقت الضغط سلبيات أخرى في ظروف تتعلق بشخصية المراهق أو الشاب – وأخرى تتعلق بالظروف الخارجية المحيط به ؟

هذا إذا كان المضغوط عليه ذكرا حيث يمكنه أن يعمل ولو بأعمال بسيطة أو جزئية – كما يمكنه الابتعاد عن الأسرة - وأحيانا الهرب والابتعاد عنها وإلى بلاد قد تكون بعيدة جدا – وأحيانا يغيب عن الأنظار في مدن أخرى مستخدما كل الأساليب الملتوية كتغيير اسمه – أو جعل المعلومات عنه معتمة أو بعيدة عن الواقع كي يبقى آمنا عن معرفة مكانه ليتقي شر والده الظالم أو زوجة أبيه المسيطرة على والده - بينما إذا كان المراهق المضطهد منذ طفولته ثم الشاب الذي تراكمت عليه الضغوط – ولم يتمكن من إيجاد عمل يمكنه الاعتماد على نفسه – ولم يتمكن من الاستقلال عن الأسرة بأي طريقة من الطرق وكانت ظروفه الشخصية السلبية متضافرة مع عدد من الظروف الخارجية السلبية أيضا - فقد يصل الضغط إلى الانفجار حسب القاعدة الفيزيائية ( شدة الضغط تؤدي إلى الانفجار ) !

وما ينطبق على هذا الشاب ينطبق ينطبق على أخواته البنات إن وجدوا – لأنهن أصلا في مجتمع شرقي لا يسمح للبنت بالخروج من بيت والدها إلا للزواج أو القبر - ومجتمع أبوي السلطة الكاملة فيه للرجل – وعندما تتراكم عليها الضغوط في حال ظلم الوالد – أو وفاة الأم وزواج الأب بزوجة قد تكون ظالمة أو مسيطرة على والد البنت – والتفريق بين أولاد الزوجة وبين الأيتام الذين جاءت لتحل محل أمهم- وعندها كم من فتاة أنهت حياتها نتيجة ذاك الضغط والظلم حرقا أو تحسياً للسم أو إلقاءً بنفسها من شرفات عالية ...الخ ؟

ونتابع في القصاصة القادمة موضوع الضغط كسبب رئيسي من الأسباب الدافعة للانتحار – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن



 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *