التكوين الفردي وتأثيره على ميول الانتحار بين الإرادة، التحكم بالأعصاب، وقوة التحمل - قصاصة رقم (14) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

يستعرض المقال أربعة عوامل رئيسية هي: التحكم بالأعصاب، الإرادة، القدرة على التحمل، والتحدي، ويشرح كيف يؤثر كل منها على نفسية الفرد وسلوكه

التكوين الفردي وتأثيره على ميول الانتحار بين الإرادة، التحكم بالأعصاب، وقوة التحمل

تاسعاً: التكوين الفردي للشخص وتميزه :

من حيث تحكمه بأعصابه – وامتلاكه للإرادة – وقدرة الاحتمال – والتحدي
إن مصاعب الحياة كثيرة جداً في هذا العصر وتتزايد يوماً بعد يوم ويختلف الأفراد في مواجهة هذه المصاعب من حيث :

التحكم بالأعصاب : والناس متفاوتون في التحكم بأعصابهم فبينهم :

الهادئ المتحكم بأعصابه : ويكون رد فعلهم تجاه المثيرات حولهم متوازناً متوافقاً مع العقل والمنطق ومع آراء الجماعة تجاه موضوع الإثارة – وبينهم اللامبالي بكل ما يحدث من حوله :وهؤلاء قلة – ولا يشكلون مشكلة لغيرهم ولا لأنفسهم - لكنهم قد يقصروا أحيانا في واجباتهم تجاه أعمالهم وتجاه من يعيلون وقد يعتمدوا على بعض أفراد الأسرة للقيام بما عليهم من التزامات وهاتان الفئتان على الغالب لا تصلان إلى مراحل يمكن أن تؤدي إلى الانتحار.

أما الفئة الثالثة : وهم الغير متحكمون بأعصابهم : فإنهم ولكثرة احتكاكهم وخلافهم وإثارة الآخرين لهم فإنهم يشكلون جواً من التوتر والصدام مع الآخرين مما يسبب لهم ضيقاً يكاد يكون مستمراً – ليصبح أرضية خصبة في ظروف تراكمت فيها عدد من هذه النماذج ليجد صاحب هذه الشخصية أن طاقته في الاحتمال قد نفذت – فيعبر إلى الطريق إلى الهاوية ليلقي بنفسه فيها ليرتاح ويريح.

أما عامل الإرادة : فلا يقل أثرا عن غيره من العوامل في الثبات أمام كل الصعاب وتفتيتها والتغلب عليها – وتكرار المحاولات والصبر لحين التغلب عليها وتجاوزها وعدم الاستسلام أمام كل مشكلة تعترض الشخص!

أما ضعيف الإرادة : فهو تربة خصبة للفشل أمام الصعاب مرة تلو أخرى – وهذا الفشل المتكرر يضعه أمام اليأس عند تراكم ظروف متعددة وحينها يجد أمامه طريقا جبرياً لا ثاني له ألا وهو التردي من الهاوية إلى اللا عودة!

أما الاحتمال : فهو حالة من الصبر اعتاد عليها الشخص بعد أن كان له تجارب متكررة فرضت عليه من تعنيف لفظي أو جسدي – أو تحديات متنوعة الأشكال والأحجام – وصاحب الخبرة هذا يجابه ما يلاقيه من عقبات ومشاكل غير آبه بها – وعديم الخبرة في مجال الاحتمال يتراجع أمام أية صعاب هامة وحساسة وعندما يصل إلى الطريق المسدود وانعدام الأمل يرى أن طريقاً واحداً بات مجبرا عليه أن يسلكه!

ويأتي عامل التحدي: ليكون واحداً من أسباب الهروب إلى الانتحار – والناس متفاوتون في قدرتهم على التحدي – وأقصد بالتحدي قدرة الشخص على المجابهة والصمود وعدم التراجع أمام أول فشل – بل رفع الراية لضعيفي التحدي عند تكرار الفشل – وإذا رافقت الفشل المتكرر ظروف قاسية صعبة لم يكن أمام الشخص ضعيف التحدي إلا الهرب إلى وسيلة الخلاص من الحياة أسلوبا لم يعد لديه غيره موجوداً لحل المشاكل ( في نظر ضعيف التحدي )!


وإلى اللقاء في قصاصة قادمة بإذن الله – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن


 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *