التكوين الديني للشخص: درع الإيمان في مواجهة الانتحار وكيف يؤثر الالتزام الديني في منع الانتحار وتعزيز الصمود النفسي - قصاصة رقم (10) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

يستعرض المقال كيفية تفاعل المكونات الجينية والجسدية والعصبية والنفسية للشخص مع الظروف الحياتية المختلفة والعوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية

التكوين الديني للشخص: درع الإيمان في مواجهة الانتحار وكيف يؤثر الالتزام الديني في منع الانتحار وتعزيز الصمود النفسي

رابعاً - التكوين الديني للشخص :

وهو ناتج تفاعل مكونات الشخص الجينية الجسدية والعصبية والنفسية مع ما حوله من ظروف حياتية ثقافية - وعادات وتقاليد اجتماعية – وأوضاع اقتصادية – وسياسية – وقوانين وضعية – وتطور تقني – وتطور حضاري!

تفاعل هذه المقومات مع الدين الذي اكتسبه الشخص من أسرته - ومؤسسات التعليم بدءا من الروضة وانتهاء بالجامعات – ومن مجتمعه – ومن وسائل التواصل – ومن المواقع الدينية على الانترنت - ومن المؤسسات الاعلامية الحكومية والخاصة - ومن المؤسسات الدينيه بكل مكوناتها.

لتتفاعل كل هذه الأمور فتعطي ناتجاً متنوعاً يختلف من شخص لآخر حسب مكونات كل منهما – لكن هذا الناتج عندما يكون فعالاً مؤثراً في شخصية الإنسان بشكل ايجابي ويكون صاحبه ملتزماً بأوامر الدين لا يتجرأ على ارتكاب أي محرم – وفي المقابل يقوم بتنفيذ كل أوامر الدين ومستحباته.

شخص كهذا عندما تضيق عليه الظروف الحياتية ويشعر بضيق شديد تسببه له أحداث وأمور تؤرق حياته لن يقدم على الانتحار هروبا من واقعه!

بينما شخص آخر لا يربطه بالدين أي رابط : فهو لا يؤمن بوجود عالم آخر – ولا أنه سيحاسب على قتله لنفسه وأن جزاء ذلك سيكون خلوده في جهنم – شخص كهذا يعرف أن تكلفة فعلته هي طلقة في رأسه أو زجاجة سم أو حبلا يلفه حول عنقه – وتكون ظروفه قد جعلت من حياته حياة مظلمة سوداء لا يستطيع أن يستمر فيها!

بينما المؤمن الملتزم بدينه والمقتنع قناعة لاشك فيها بوجود عالم آخر ويوم للحساب , والعارف أن عقوبة قتل النفس هو الخلود في جهنم أبدا!

لايمكنه أن يدفع بنفسه الى جهنم بينما هو لو صبر فإنه سيكافأ على صبره وسيجد أن الله سيعينه على تجاوز تلك الظروف التي تقض مضجعه.

وفي هذا الصدد تتداخل أفكار عدة في مجال الانتحار حيث يحرم الدين الاسلامي وباقي الأديان السماوية الانتحار – وبينما يحض الدين على الجهاد في سبيل الله من أجل الدفاع عن الأوطان وعن المقدسات وقتال المشركين والكفار – فقد استغل البعض هذه النقاط ليحرضوا الناس على قتال الشيوعيين الملحدين وجمع لهم من كل انحاء المعمورة إلى أن تمكنوا من اسقاط الاتحاد السوفياتي وتفتيته بينما لم يقوموا بعمل واحد في فلسطين – ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الأحزمة الناسفة التي ينتحر فيها مستخدموها لكنهم يقتلون معهم عشرات الابرياء الذين يعتبرهم الانتحاريون أعداء أو أدوات يضعفون بواسطة قتلهم دولا ينشرون فيها الخوف والرهبة كي يسقطوا حكومات تلك الدول التي يريدون اسقاطها!

وصار شيوخهم يفتون لهم بشرعية التفجير الانتحاري بل يعتبرونه جهادا - علما أنهم في أغلب الأحيان يفجرون أنفسهم بين مواطنيهم أو مواطنين أبرياء في دول مسلمة أو غير مسلمة لكن بين أبرياء لا ذنب لهم ولا خطأ ارتكبوه؟

فهم لو فجروا انفسهم في هجوم ضمن معركة حربية ضد أعداء قاموا بالاعتداء عليهم وعلى وطنهم لكان في الأمر وجهة نظر – أما ان ينتحروا فيقتلوا معهم عشرات الناس فقط ليرهبوا به حكومات أو حكاما أو دولا تعادي دولا أخرى طلبت منهم فعل ما فعلوه تحت تبريرات غير شرعية ولا أخلاقية ولا قانونية!

وهذا الأمر الجديد على الأديان ليس هو موضوع بحثنا – بل نحن بصدد دراسة أثر الدين في كبح جماح نفس الشخص الذي أوصلته ظروفه المادية أو المعنوية أو النفسية والصحية إلى طريق مسدود لم يعد أمامه إلا الهروب من هذه الحياة – ويكون الدين الراسخ في الأعماق رادعا تاما وكافيا لردعه وابعاده عن الفكرة بل عدم التفكير فيها؟


والى اللقاء في قصاصة قادمة بإذن الله – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن


 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *