التكوين التربوي للشخص: كيف تؤثر التربية على ميول الانتحار؟ - قصاصة رقم (11) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

يستعرض المقال أنماط التربية المختلفة، مثل تربية الدلال والشطط، وتربية القسوة، والتذبذب بين الدلال والقسوة، والإهمال، والنظام، وتأثيرها على نفسية الطفل

التكوين التربوي للشخص: كيف تؤثر التربية على ميول الانتحار؟ - تأثير أنماط التربية المختلفة على الصحة النفسية وخطر الانتحار

خامساً : تكوين الشخص التربوي :

والمقصود بالتكوين التربوي هو نمط التربية أو شكل التربية التي تربى عليها الشخص من الأنواع العديدة الموجودة في مجتمع معين : من تربية الدلال والشطط – أو تربية القسوة – أو تربية التذبذب بين الدلال والقسوة – وتربية اللاتربية وترك الطفل يتربى في الشارع كما يشاء - أو تربية النظام.

وهي جميعها أشكال خاطئة وهي الأشكال التي يربي عليها الآباء الذين لم يتثقفوا ثقافة تربوية وتتفاقم العملية التربوية وتزداد سوءاً عندما يكون الطفل قد نال تربية من أطفال الشارع الذين شاركهم فترات طويلة من اللعب بشتى أنواع اللعب – كما انه يمكن أن يتأثر ببعض الأشكال السلبية للتربية من زملاء الدراسة!

وتربية القسوة هي أخطر أشكال التربية السلبية التي ترسخ عقدها النفسية في شخصية الطفل وكلما كانت تلك التربية شديدة التعنيف اللفظي أو الجسدي كلما ترسخت عقد نفسية عند الطفل ليحملها في شخصيته الظاهرة وفي شخصيته المستترة ( لاشعوره ) وهي الأكثر خطورة وتأثيرا في موضوع الانتحار!

وتليها في الخطورة تربية التذبذب بين الدلال تارة والقسوة تارة أخرى وتكون على أشدها عندما يكون الدلال مغدقاً - والقسوة شديدة - وهنا يحصل كما يحصل للزجاج عندما ننقله من حرارة شديدة إلى برودة شديدة – أقصد إن التنقل بين التعنيف الشديد والشطط الكبير يسيء الى شعور ولاشعور الطفل والذي تستمر معه آثاره طوال عمر الإنسان وقد بأحد النوعين الوالد بالقسوة - وتقوم الوالدة عادة بالنوع الثاني وهو الشطط!

و خطورة تربية الدلال تبدو واضحة التأثير خاصة عندما يواجه من رُبِّي على تربية الشطط ظروفاً قاسية فيكون حينها ضعيفاً لم يتعود على مجابهة مثل تلك المواقف في حياته فيصبح مهيئاً , ولديه استعداد للتخلص من حياته!


أما الشكل الأخطر للتربية فهو الإهمال المطلق لتربية الطفل ثم المراهق ثم الشاب وتركه يطير في هواء مجاميع أمثاله من الفوضويين 


ويكثر هذه النوع من التربية في بيوت بعض الأرامل أو المطلقات أو المتوفيات والذين يعيشون مع زوجات آبائهم – أو أبناء المساجين – أو أبناء المسافرين بعيداً عن اسرهم بشكل دائم أو مؤقت لكنه متكرر – أو أبناء المتعاطين للمخدرات أو مدمني الخمر والمواد المخدرة – أو المنحرفين أخلاقيا وهؤلاء يشكلون خطرا على المجتمع أولاً - وخطرا على أسرهم ثانياً – وعلى أنفسهم في النهاية – وهم المؤهلون لكل النتائج السلبية من قتل , وسجن , وهروب من القانون , و يعتبرون أرضاً خصبة لأفكار الانتحار عندما تعترضهم مشاكل يصعب عليهم حلها والتعايش معها!

وهناك نوع آخر للتربية وهو تربية الالتزام والتقيد بتوجيهات الأهل – حيث يتابع الأهل تصرفات ولدهم خطوة تلو الخطوة ويقفون بالمرصاد لأي انحراف أو هفوة تصدر عن ولدهم قبل أن تتوسع وتتعمق ويعالجونها بالحوار والتوجيه واستخدام المنطق والعقل في تعاملهم مع أولادهم وهنا تكون ردود الأفعال ناجحة – تبعد ولدهم عن أخطار الانحراف نحو التشاؤم وكره الحياة!


وإلى اللقاء في قصاصة قادمة بإذن الله – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن


 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *