الأبواب المغلقة: رحلة البحث عن مخرج - قصاصة رقم (5) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

المقال يبحث في الأسباب العميقة للانتحار، مستكشفاً تأثير العوامل النفسية والاجتماعية والدينية على الأفراد.

 

الأبواب المغلقة: رحلة البحث عن مخرج - قصاصة رقم (5) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

لماذا ينتحر الإنسان:

السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى انتحار الشخص هو ( الوصول إلى الأبواب المغلقة التي لا يمكن فتحها ) من قبل الشخص في مجال ما أو أكثر من مجالات الحياة.

حيث يؤدي الفشل في إحدى مجالات الحياة دون أن يتمكن الشخص من السيطرة أو التأثير لتجاوز الفشل عند طول مدة القهر التي يشعر بها الشخص المقهور – وتتفاعل إمكانات الشخص العصبية والنفسية على الصمود أمام الظرف الضاغط عليه فينتصر الشخص كغيره من الأشخاص أمام بعض الظروف لامتلاكه أعصاباً ونفساً قادرة على مواجهة مشكلات معينة تواجهه وهذا ما يحدث مع كل الأسوياء.

لكنها تكون عكس ذلك عندما تكون المشكلة أكثر صعوبة من جهة – أو تكون أعصاب الشخص غير قادرة على الاحتمال والصمود أمام المشكلة!

وهنا يفقد الشخص الأمل في الصمود أمام المشكلة ولا يجد أمامه سوى التخلص من حياته هربا من فشل كبير وحصار يحيط به يكاد يخنقه – ويحدث الانتحار!

والمكونات العصبية والنفسية للشخص قسم منها موروث حسب قانون مندل من الوالدين والأجداد:

كما أن التربية الصحيحة أو الخاطئة : تحدد كيفية مجابهة المشاكل التي يواجهها الشخص والتغلب عليها - أو الاستسلام والرضوخ أمامها!

أما الأسباب الاجتماعية:

فلا تقل تأثيرا بل لها الدور الأكبر في الموضوع – لأن تأثر الإنسان بالعرف والتقاليد والعادات يصل إلى درجة التقديس عند أكثر الناس بل يزيد عن القداسة عند البعض الآخر ( مثال نظرة الشرقيين للشرف ) حيث يتخطى الكثيرون تعاليم الدين ويزيدون عليها بينما يرى البعض الآخر تساهلا وتسامحا ونقصا عما أمر به الدين - وهكذا نجد أن مجتمعات معينة تنظر الى الانتحار خلاصا فيقتدي المنتحر بشخصيات شهيرة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو مثقفة عالمة أو فنانين كبار لأن المجتمع كان يمتدحهم ويمتدح تصرفهم , مما يجعل المنتحر يقتدي بهم ويتصرف متجها نحو إنهاء حياته وهو غير وجل أو خجل أو متردد!


أما أثر الدين:

فهو كبير جدا وخاصة في منحى لجم أغلب الراغبين في الانتحار عندما يكونون من الملتزمين حقا بالدين قلبا وقالبا ( حيث أن البعض يرثون الدين عن آبائهم وراثة – لكنهم في الواقع لا يعرفون عن دينهم أي شيء ) وهؤلاء لا ينطبق عليهم موضوع تأثير الدين في ردع المنتحر!

إن الراغب في الانتحار يهرب من واقع أليم يعيشه – يريد أن يركب الموت كقارب نجاة من واقعه – لكنه عندما يكون ملتزما حقا بدينه – يعرف بل هو متأكد من أنه حاليا في الم يمكن الصبر عليه -بل يمكن أن ينجح في التغلب عليه– بينما إذا ما انتحر فإنه ذاهب إلى الخلود في جهنم دون أي أمل من النجاة أو الانتهاء من ذاك العذاب الذي لا يماثله عذاب ( فدخول الإنسان إلى بيت يحترق لثوانٍ لإنقاذ إبن أو زوجة -يشوه الإنسان بل قد يميته – فما بال الإنسان أن يعيش خلودا في نار أقوى بملايين المرات من احتراق البيت لان وقودها الناس والحجارة )

نعم إن المؤمن الحقيقي لا يمكن له أن ينتحر – مهما كانت النية أو الدوافع إلى الانتحار.


وإلى اللقاء في قصاصة قادمة بإذن الله – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن


 

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *