تحليل أسباب الانتحار في مختلف الطبقات الاجتماعية - قصاصة رقم (3) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

 

تحليل أسباب الانتحار في مختلف الطبقات الاجتماعية - قصاصة رقم (3) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

من هم الذين ينتحرون:

إن المشكلة الأساسية في الرد على هذا السؤال هي أن كثيراً من العلماء والفنانين الكبار والمفكرين والزعماء انتحروا مثل:
هتلر – أرنست همنغواي -داليدا – مارلين مونرو – توماس أديسون – عبد الباسط الصوفي – خليل حاوي

والأعداد بأرقام كبيرة جدا اخترت لكم بعض المشاهير السياسيين والعلماء والأدباء والمفكرين والفنانين – وهناك غيرهم من باقي فئات الشعب من كبار رجال الأعمال والملاك والصناعيين والمزارعين والعسكريين والطلاب وباقي فئات الشعب …...الخ

وليس الانتحار حكراً على فئة اجتماعية دون غيرها فليس الفقر سبباً وحيداً لها فالغني أيضاً ينتحر – وليس الضيق وحده يدفع إلى الانتحار بل الترف كذلك يؤدي إليه.

لكن الدافع الرئيس إلى الانتحار يكون:

هو وصول الشخص كائنا من كان وكانت صفته وإمكاناته وعمله وذكاؤه وقوته أقول : وصول هذا الشخص إلى طريق مسدود مقفل لا يجد له طريقا لمتابعة السير فيه – ورغم البحث الطويل للضحية عن مخرج أو طريقة للمتابعة فإنها تجد الباب مقفلا أمامها.

وإذا عرضنا حالة المنتحر على أي إنسان عادي غيره
وقلنا له ما رأيك : هل كان على هذا الشخص أن ينتحر من أجل هذه المشكلة التي كانت تعترضه – أو أن هذا الباب الذي رآه مغلقا لا يفتح؟

لكان رد كل من نعرض لهم المشكلة بأن هناك حلولا رئيسية وفرعية عددها بعدد من نعرض عليهم الاستبيان لكنها جميعها تعطي حلولا آمنة خالية من الانتحار – وهذا يعطينا دليلا كافيا على كون الشخص المنتحر كان يعاني من خلل في التفكير الصحيح والسليم – وأنه يفكر بطريقة فردية مميزة تتصف بعقلية غير سوية – بل يمكن أن نسميها بالمرضية!

وهل يحق لنا أن نصفها بالمرضية حقاً:

نعم إنها مريضة بواحد من الأمراض النفسية التي تعد بالعشرات بدءا من جنون العظمة – والشيزوفرينيا – والاكتئاب – …….الخ انتهاءً بالفصام!

ونَسأل نحن - أو قد نُسأل وهل كل من يصاب بأحد هذه الأمراض يجب أن ينتحر ؟
بالطبع لا - فعشرات الملايين منهم يعيشون بيننا في كل المجتمعات ويقومون بواجباتهم وأعمالهم بشكل مقبول أو فيه بعض الخلل لكنهم يتأقلمون مع واقعهم المفروض عليهم – وقد يرفضونه أحيانا عندما تتزايد حالتهم المرضية – لكنهم يعودون إلى الحالة المقبولة عندما تقدم لهم بعض الراحة أو المعالجة.

وهذا يدفعنا إلى البحث بدقة وتمعن عن الأسباب المتعددة التي تدفع إلى الانتحار وهذا ما سنبحثه في الفقرة القادمة!

وألى اللقاء في قصاصة قادمة بإذن الله – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن