بين اليأس والأمل: تحليل نفسي للحظة الفاصلة - قصاصة رقم (1) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

الانتحار: قرار نهائي لليأس، يُنهي الحياة بطرق متعددة، ويختلف عن القتل بدوافعه وتبعاته القانونية والاجتماعية - من كتاب كيف ينتحرون – فريد حسن

 

https://alfarabifaridhassan.blogspot.com/2024/05/1_01263972890.html

بين اليأس والأمل: تحليل نفسي للحظة الفاصلة - قصاصة رقم (1) في مشروع كتاب كيف ينتحرون للباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن


تعريف الانتحار :

الانتحار هو قتل موجه إلى النفس ذاتها – عن سابق إصرار وتصميم – وبشكل متعمد لإنهاء حياة الشخص المنتحر نفسه - بعد أن وصل إلى حالة من اليأس والقنوط – جعلته يرى الحياة سوداء لا يمكنه الاستمرار فيها – ويرى أنه لا حل ليأسه والمأساة التي يعيشها ( في نظرة المنتحر السوداء , والتي قد لا تكون كذلك على أرض الواقع ) ولا تنتهي حالته المأساوية التي يعيشها إلا بإنهاء حياته!

وذلك بالوسائل المتوفرة لدية – من أسلحة نارية – أو سُمٍّ – أو مبيدات حشرية – أو بالشنق – أو بالتردي من مكان عالي – أو بالغاز – أو بتناول كميات كبيرة من الأدوية – أو بقيادة السيارة بسرعة جنونية – أو أخذ جرعات كبيرة من المواد المخدرة - وجميع هذه الوسائل تؤمن للمنتحر موتاً أكيدا لا يمكنه التراجع عنه - كما أنها جميعها تؤدي إلى الموت السريع البعيد عن الألم!


الفرق بين الانتحار والقتل هو :

ورغم أن كلاهما يزهق الروح البشرية ويقضي عليها – والقتل يزهق روح الغير – أما الانتحار فيزهق روح الشخص نفسه - حيث يوجه القتل الى الذات بدلاً من توجيهه إلى الآخرين.

والقتل والانتحار يختلفان في الأسباب – وفي الدوافع – وفي الجهات المشاركة – وفي النتائج – وفي الأشكال – وفي أبطال القصة – وفي حبك القصة – وفي نهايتها – وفي أعداد المشاركين – وفي تكوين المشاركين – وفي وسائل المشاركين – وفي الأدوات المستخدمة – وفي التبعات القانونية – وفي رأي المجتمع – وفي رأي الدين - وفي مواصفات المشاركين – وفي نظرة المجتمع إلى كل منهما – وموقف القانون من كل من الحالتين.

ولا بد من التنويه إلى أمر هام جدا وهو التداخل بين هذين النوعين من الجرائم – حيث أن كثيرا من جرائم القتل تسجل على أنها انتحار حتى يتوقف التحقيق عند هذا الاتجاه – وينجو القتلة واحدا كانوا أم كثراً من العقوبة القانونية – والعقوبة المجتمعية والشخصية لذوي المقتول – حيث تسير الأمور بين الجهات القاتلة وذوي المقتول وكأن شيئا لم يكن.

وفي المقلب الآخر فإن كثيراً من جرائم الانتحار تعتبر جرائم قتل وتسير التحقيقات بهذا الاتجاه – حيث يُستدعى كل من له مشاكل مع المقتول – أو له مصلحة مادية أو شخصية أو سياسية من وفاة المقتول – إلا إذا اقترنت عملية الانتحار برسالة مكتوبة بيد المقتول - أو برسالة صوتية أو فيديو – أو ترك إشعار أو إخبار عند أحد القريبين من المقتول.

وعلى أهل المقتول كما أنه على المحققين أن يضعوا الاحتمالين مع كل جريمة قتل - إلا إذا كانت الجريمة واضحة ولها شهود كثر ودلائل وقرائن واضحة - وطبيعة المقتول من حيث الصحة النفسية وعدم ذكر المقتول انه سينهي حياته – أو يظهر تشاؤمه أمام المقربين منه.

أما الحالات التي تكون محددة في مكان محصور وبيت مقفل من الداخل – وحديث مكرر عن التشاؤم واليأس والموت – أو إصابة المقتول بالاكتئاب أو غيره من الأمراض النفسية ومراجعة الطبيب النفسي!


وإلى اللقاء في قصاصة قادمة بإذن الله – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن


https://alfarabifaridhassan.blogspot.com/2024/05/1_01263972890.html


إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *